قوة الجذب في التسويق

قياسي

في كل يوم هناك العديد من الأشياء التي تجذب انتباهنا، بداية من صوت التنبيهات في الهاتف وقت استيقاظك، سماع الأخبار الاذاعية ورؤية اللافتات الإعلانية وأنت في طريقك إلى العمل، المهام والأعمال التي يمليها المسؤول وقت وصولك، وعداد الرسائل البريدية المستلمة المتزايد، أو التفكير فيما يحتاج لإنجازه بعد العمل أو الانتهاء من المهام المنزلية المتأخرة، الجميع يحتاج إلى انتباهك، ولكن لا يوجد الوقت الكافي لديك لهم جميعًا.

قوة الجذب في التسويق

مسألة قوة الجذب في التسويق لم تكن ضمن رادار استيعابي له إلى أن قرأت كتاب “البقرة البنفسجية” للمؤلف سيث جودين، والذي يدور حول أهمية تميز الفكرة في لفت الانتباه لإيصال منتجك للفئة المستهدفة سواء كان المنتج خدمة أو سلعة، ففي ظل وجود الوفرة في الخيارات أصبح هناك تحدي كبير في كسب انتباه العميل وجذبه للمنتج، لذا يؤكد سيث بأن ابتكار منتجات وخدمات مميزة (غير مشابه لمثيلاتها) من أهم طرق واستراتيجيات الجذب وزيادة الانتباه والذي يؤدي إلى رفع المبيعات وتحقيق الأرباح من خلال ابتكار.

في دراسة أجرتها شركة مايكروسوفت أثبتت أن مدى الاهتمام (Attention Span) لدى الانسان في تضاؤل مستمر ليصل في المتوسط إلى ٨ ثواني وذلك لأسباب تعود إلى تطور وإدمان التقنيات ومنصات التواصل الاجتماعي بشكل كبير.

زيادة حصة الجذب

في جلسة استشارات تسويقية لأحد مقاهي القهوة المتخصصة، طرحت سؤال لإدارة المقهى حول الأسباب التي قد تجذب انتباه الزبائن لهم، وبعد تفكير عميق خرجت إجابات مترددة مثل نوع القهوة والسعر والمكان، فأجبتهم بأن كل المنافسين قد ذكروا نفس الإجابات والنتيجة العميل غير مستعد لإعطاء الانتباه الكافي لك.

وفي تجارب عملية على منصات التواصل الاجتماعي اطلعت عليها شخصيًا، كان هنالك عملاء مستعدين للاستعانة بأفراد وشراء خدماتهم لمجرد محتوى قد جذبهم ويلامس قضاياه اليومية متجاوزين السؤال عن الخبرات أو الإمكانيات لذلك الفرد أو التأكد من هوية الحساب.

من هنا وجب إدراك أهمية الجذب من خلال معرفة من هم عملاؤك، سواء كان في المنزل أو العمل أو بين الأصدقاء، ومن ثم اختبار حجم الانتباه الذي قد تتحصل عليه من كل عميل، فانتباه المسؤول لك محدود حسب الأجندة التي تعنيه وليس لسماع كل مبرراتك أو مشاكلك، وكذلك العميل يعطي انتباهه إلى ما يحمل قيمة له وليس لاعتقادك بأن المنتج أو الخدمة التي تقدمها هي الأفضل بين منافسيك، ومن هنا يأتي أهمية “تجويد الجاذبية”.

استراتيجيات تجويد الجاذبية

في كتاب “خلقت لتبقى” (Made to Stick) للمؤلفان تشب هيث ودان هيث يوضحان أهمية السرد للأفكار من أجل تبنيها ونجاحها، واللذان يقترحان بإضافة عناصر “SUCCESS” في كل فكرة تود ايصالها وهي:

بسيطة (Simple) غير متوقعة (Unexpected) ملموسة (Concrete) مصداقية (Credible) عاطفيه (Emotional) السرد القصصي (Story)، فكلما أضفت شيء من هذه العناصر لفكرتك كلما كان لها تأثير كبير في جذب الانتباه وبقائها لمدة أطول. (الكتاب مفيد وانصح بقراءته)

استراتيجية التسويق في الجذب: من مثل المسوقين قادرين على وضع الرسائل التسويقية في قالب جذاب وملفت وايصالها للعميل، اكتساب بعض المهارات التسويقية يعتبر من الأساسيات اليوم لكونها موجهة بشكل مباشر للعميل، سواء كنت طالب أو باحث عن عمل أو موظف أو مسؤول أو طبيب أو محامي فمحاولة إقناع الطرف الآخر برسائلك يجب أن تتمحور حول جذب الانتباه من خلال سرد الفوائد والقيم التي سيتحصل عليها الطرف الثاني من الخدمة أو المنتج الذي تقدمه.

مع كثرة المشتتات وتنوعها إلا انه من الجيد خلق روتين واضح لبناء ورفع حجم الجذب لما تقدمه من خدمة أو منتج، فخبرتك كميكانيكي لا يجعلك تحترف المحاماة، وإنما تجعلك قادر على إعطاء استشارات وتبادل الخبرات في مجال الميكانيكا.

تقديم الاستشارات والبرامج التدريبية هي أحد أهم الاستراتيجيات لزيادة مدى الانتباه لمنتجك أو خدمتك، أيضا صناعة المحتوى سواء المكتوب أو المرئي يساعد على تعلق العملاء بك وخلق صورة ذهنية تخصصية لما تقدمه من قيمة لهم.

الخلاصة

من فضائل العولمة هو امتلاك الكل على نسبة إطلاع متساوية للمعرفة والاستفادة من تجارب وخبرات الآخرين وصقل المهارات المطلوبة بشتى الطرق وبأقل تكلفة، حتى أصبحت الميزة التنافسية تتجه في مسارات مختلفة منها سرعة الوصول للعميل وكسب انتباهه واستدامته، فهم احتياجات العميل يساعد على تحديد دائرة الاهتمام وبناء الفكرة حول عناصر SUCCESS لمضاعفة مدى الانتباه وتثبيت الفكرة في الذاكرة لأطول وقت ممكن، ومن خلال أدوات التسويق المختلفة بإمكانك إيصال أفكارك في الوقت والمكان المثالي للعميل، والتركيز على ما تقدمه من خلال الخدمات المجانية كالاستشارات والتدريب وصناعة المحتوى سيولد صورة ذهنية إيجابية ودائمة عند العميل.

أضف تعليق