معركتنا في الخارج وليست بيننا

قياسي

عندما تجد الثقة فأنك تنطلق.. وعندما تمتلك الحافز فأنك تبدع..
وتحت قيادته ، فقد حزت الأمرين.

aimen alhosni during ceo talk 2018 inspirational photo

خلال الفترة التي قضيتها بداخل أسوار مطارات عُمان مررت بتجارب وخبرات عديدة ومثرية، ولقد حظيت بالكثير لأتعلم تحت قيادة الرئيس التنفيذي لمطارات عُمان بحكم إشرافه المباشر على الدائرة، ولربما لا يختلف اثنين على التغيير الذي قام به هذا الرجل منذ اليوم الأول على توليه مهامه في قطاع الطيران وصناعة المطارات، بدءً من إدارته لمطار مسقط الدولي والنقلة النوعية التي فرضها على مبنى المسافرين ومن ثم توليه منصب الرئيس التنفيذي لمطارات عُمان (الشركة العمانية لإدارة المطارات سابقا) وليكون أول من أعلن رؤية مؤسسة حكومية متحدياً في الوقت الذي شكك الكثير في تحقيقها، والوصول باسم عُمان الى مجلس المطارات العالمي ليصبح أول عُماني وخليجي وعربي يصل الى ما وصل له اليوم، ولا يتسع المقام هنا لذكر محاسنه وأفضاله وإنما وجدت فيه الحافز الذي يجعلني أستشهد به في مدونتي حول ثلاثة أسرار للقائد الناجح:

“أيمن بن أحمد الحوسني الرئيس التنفيذي لمطارات عُمان كان سبب لجعل العطاء بلا حدود، وسبب في وصول قطاع الطيران في السلطنة الى العالمية اليوم، ربط أحلامه بأحلام بلده وسعى إليها من دون كلل أو ملل، إصرار وإخلاص عالي وحب للعمل يجعله دائما في مقدمة الجيش، قيادته تبعث الى شحذ الهمم والطاقات بدعمه للأفكار وحرصه على رعيته جعله قادر على احتواء من حوله.”

لا تؤجل عمل الأمس إلى اليوم

تعلمت من هذا الرجل بأننا في سباق مع العالم وليس مع أنفسنا فقط، كان ينافس الأول ويأتي بالأفضل من المبادرات، كان يحث الفريق بدون تردد على تبني الأفكار الإبداعية، أذكر مبادرات “ثابر” و”فكرتي” و “موظف الشهر” و “تبادل المناصب بين الموظفين” وغيرها من الأفكار الداخلية للموظفين لم تكن لترى النور لولا حرصه الشديد والمستمر على تقديم الدعم والتأكيد على مساندته لمثل هذه الأفكار، في الجانب الآخر كان دائما متابعاً لما يحدث على الصعيد العالمي من مبادرات وأفكار ليشاركها الآخرين، كان أول من طالب بأن يكون مبنى المسافرين أكثر من مجرد قاعة انتظار للسفر وإنما هي منصة ثقافية وفنية للفعاليات والاحتفالات والمناشط الأخرى، وقد نجح في ترسيخ هذا المبدأ الجميل.

Skh Aimen Al-Hosni motivating Oman Airports staff before commencing operation on 20th March 2018

كان يحسب حساب الأيام القادمة ويعمل لها مبكرًا، لم يكن يؤجل أية أعمال حتى مراسلاته الإلكترونية أو الورقية، منذ توليه منصب الرئيس التنفيذي كان يدرك حجم العمل الذي سيتطلبه تشغيل مطارات جديدة بالكامل، فأشعل انذار الاستعداد وعمل من أجل توفير كافة الإمكانيات لتكامل العمليات المطلوبة، إيجاد آلية لتنظيم تكاليف التشغيل وتأهيل الكوادر على تشغيل أحدث الأنظمة والتقنيات ليكون على أهبة الاستعداد عندما يحين الموعد وقد نجح في كل التحديات.

كان يصر بأن كل يوم يجب أن تتقدم مطارات السلطنة إلى الأمام، وأن تكون متواجدة بصورة رائدة في المنصات العالمية، لإيمانه بأن التميز لا يأتي وأنت داخل قوقعتك أو ترك الفرص تذهب هباءً، والطريق للقمة يتطلب العمل ليل نهار، كان يثبت دائما بأنه الرقم الصعب لجميع من حوله، والسهل الممتنع لجميع الموظفين، لم ولن أجد أسهل من تحقيق الإنجازات في حضرته.

كُن مع من يشاركونك أهدافك

“لتنجح فأنت بحاجه لهم” قالها وهو يجمع أوراقه متوجها لأحد اجتماعاته لاتخاذ القرار الحاسم بشأن مستقبل شركته وموظفيه والأحلام التي رسمها لمطارات عُمان، تذكرت حينها أن مهاراتك لوحدها لا تكفي وإنما تحتاج الى أصوات مساندة تقف الى جانبك وتدفع بقضيتك نحو الجانب المشرق، كان لا بد للقائد الناجح أن يكون له حلفاء يجمعهم أهداف مشتركة، ولربما هذا الأمر جعلني أعيد النظر في أسلوب إدارتي للأعمال، وهو أن العلاقات المهنية هي سر النجاح، ولست أشير لعلاقات الصحبة والشلة، وانما تلك العلاقات التي تشاركك الطريق إلى النجاح والقمة.

كانت بداية مسيرتي المهنية منصبة على إنجاز المهمة الموكلة لي بدون الأخذ في الاعتبار روح الفريق والعمل الجماعي وحتى لو وصلت لمرحلة إنجاز العمل بالكامل بمفردي، ولكن اليوم أدركت أشياء عديدة حول روح الفريق وأهمها أن كنت متوجها لإجتماع مصيري لاتخاذ قرار حاسم فيجب عليك مبدئيا أن تكسب تأييد معظم الأصوات أو المؤثرين في قراراتهم قبل دخول الإجتماع لتبارك مشروعك أصحاب القرار.

في أحد المرات سألته ما الذي يجعلك تشارك أحلامك وأهدافك وساحتك مع الآخرين؟ أجابني: أشاركهم لأخبرهم بأننا مختلفون عنهم، وليحققوا مثل نجاحنا يجب عليهم أن يسلكوا طريقنا.

معركتنا في الخارج وليست داخل البيت

منذ بداية التشكيل الجديد لقطاع الطيران في مطلع عام ٢٠١٨م، كان التشكيل أسرع مما تصور الكثير في القطاع والأحداث تسارعت في الوقت الذي كان الآخرون يستعدون لإفتتاح تشغيل المبنى الجديد، كان من ضمن الأوائل الذين كسب الرهان وأكد للجميع في أكثر من مناسبة قولاً وفعلاً بأن معركتنا ليست داخل أسرة المطار، وإنما كيف نصل بمطارات عُمان لتكون ضمن ٢٠ مطارًا في العالم ونجح في ذلك، كنت أتعجب بأسلوبه وحماسه كيف يحتوي الكبير والصغير من المسؤولين والموظفين من أجل توجيه رسالة واحدة وهي بأننا فريق واحد، لا زلت أذكر تلك الليلة عندما أرسلت له برسالة نصية رابط التقرير الإخباري الذي تم بثه في أخبار العاشرة الذي تحدث سعادته متلفظاً برؤية مطارات عُمان حرفيا وكنت معلقا “لقد نجحنا!” وتكرر ذلك في ٢٠١٨م عندما تحدث الرئيس التنفيذي للقطاع يوم بدء التشغيل بأن هدفنا بأن يكون مطار مسقط الدولي ضمن أفضل مطارات العالم بحلول ٢٠٢٠م.

الرسالة هنا هي أنه ليس من العقل أن تنتصر في معركتك على زميلك في العمل أو أحد الدوائر أو المؤسسات التي تشترك معها في الأهداف، وإنما أنت وهم تشكلون فريق واحد في وجه العالم من أجل الوصول إلى القمة.

أنا ممتن لك ولكل السنوات التي قضيتها في مطارات عُمان وأنا استعد اليوم لمواصلة مشواري المهني في عالم جديد وبطموحات عالية

  • لتصل إلى القمة “لا تؤجل عمل الأمس إلى اليوم”،
  • القائد الناجح هو من يتقاسم المعركة والإنتصار مع فريقه،
  • معركتنا في الخارج وليست بيننا.

كيف تحقق كل أهدافك في ٢٠١٩م

قياسي

الاستفادة من التجارب السابقة

لا زلت أذكر تلك القرارات الصعبة التي وضعت نفسي بين يديها لتحدد اتجاهاتي سواءً الشخصية أو الاجتماعية أو المهنية، والتي لم تكن محسوبه أو مخطط لها، كنت أرضخ لدائرة الاستقرار والراحة، لا أحب التحديات، كنت أهرب من المواجهات، وأقضي وقتي في المهام التي استمتع بها ولا تشكل أي تحدي بالنسبة لي في إنجازها.

تعود بي الذاكرة الى سبتمبر ٢٠٠٩م  حينما تركت العمل الحر في التصميم الجرافيكي واتجهت الى الوظيفة من أجل الحصول على دخل ثابت، وأذكر ذلك التوقيع في ٢٠١٤م الذي بموجه تم نقل ملكية مدرسة الجمان الخاصة للمالك الجديد، لتنتهي معه قصة خمس سنوات من الكفاح والتحديات واللحظات الجميلة، كنت اتعذّر بضغط الوظيفة حيث كنت حينها قد تم تكليفي بمهام رئيس قسم الإعلام والعلاقات العامة في الشركة العمانية لادارة المطارات، ولكنني أدركت بعد فوات الآوان أنه كان بسبب انعدام التخطيط والسير في اتجاه بدون رؤية واضحة كان أحد العوامل الرئيسية لمعاناتي في إدارة الوظيفة والمشروع الخاص بي، وطبعا كان لدي التزاماتي العائلية التي تحتاج لجزء من وقتي اليومي.

البحث عن المفاتيح

في أحد خطب الشيخ خلفان العيسري (رحمة الله عليه) التي حضرتها، وكانت بعنوان “ضاعف رصيدك” والذي نادى حول فكرة أهمية التخطيط واستغلال الوقت في مختلف مجالات الحياة، وأذكر جملته الشهيرة “من أراد النجاح فعليه بهذه الكلمات الخمس: التزامات بسيطة قليلة تمارسها يوميا” والتي بقت تتردد في ذهني لوقت طويل، لطالما كنت دائما أخصص معظم وقتي للوظيفة.

إن عملية تقييم حجم العطاء خلال فترة محددة من الزمن هو شي مهم واستشعارها نعمة تجب حمد لله عليها، ولعلني لم أكن من أولئك المحظوظين! فقد كنت أذهب إلى العمل مبكراً وأعمل لساعات متأخرة وأيام العطلات كذلك، لعل ذلك كان يسعد المسؤول ولكن لم أكن أنتبه الى حجم الإنجاز المتواضع الذي كان يستهلك مني ذلك الوقت والجهد الطويل.

فن التخطيط

عندما بدأت جدياً بدراسة المشكلة والبحث عن أفضل الطرق والأساليب التي تساعد في تنظيم الوقت وتحقيق الأهداف، بدأت بقراءة كتاب “فنجان من التخطيط” للكاتب عبدالله العتيبي والذي اعتبره أفضل نموذج عملي لفهم واستيعاب الجوانب التي يتعين على الفرد أن يدركها بشكل يومي، حيث يقدم الكاتب تسلسل جميل في بناء الأهداف وتحديد الأولويات في حياتك وكيفية التغلب على التحديات التي تواجهها.

وبعد أن قمت ببناء خطتي السنوية لعام ٢٠١٧م ووضعت الأهداف التي سأحققها، تمكنت فعلا من حصر تركيزي بشكل جدي على دائرة محددة مسبقا وبدأت في عملية التنفيذ، ولكن في منتصف العام واجهتني مشكلة عدم المقدرة في الاستمرار والتركيز على الأهداف بسبب المشتتات والأحداث العرضية، فكان ينبغي أن يتدخل الدكتور طارق السويدان وفي تسجيل مرئي لمحاضرته على اليوتيوب وجدت حلا جميلا لطريقة متابعة وتدقيق الخطة بين الفترة والأخرى.

المراجعة والتقييم

لم تكن خطتي السنوية للعام ٢٠١٧ مثالية ولكن خرجت من التجربة بجوانب إيجابية طيبة، أولها أنني تمكنت من وضع بوصلة لنشاطاتي اليومية فكان هناك فعلا وقت لنفسي ولأسرتي وعملي، بعكس فهمي السابق بأن ٢٤ ساعة غير كافية لي، ثانيا رسمت الأمنيات والأحلام التي وددت أن أحققها وكانت تتردد بداخلي بين الفينة والأخرى، وهذي التهيئة النفسية تلعب دورا مهما من أجل التحفيز ومواجهة التحديات، ثالثا كنت دائما مستعد للإجابة عن ذلك السؤال المتكرر: ما هو هدفي في الحياة؟ ماذا أريد أن أكون؟ كيف أتغلب على التحديات التي تواجهني؟ وذلك من خلال النموذج الذي رسمته لنفسي وألفته لتحقيق ما أطمح إليه.

خطتي السنوية للعام ٢٠١٨م كانت أفضل عن سابقتها وتم إنجاز أكثر من ٥٠٪ من الأهداف التي وضعتها والحمدلله، وهذي النسبة تعتبر جيدة جدا، لم أكن استثنائي أو شخص بقدرات خارقة، وانما بسبب التركيز والاستغلال الأمثل للوقت والجهد من أجل تحقيق ما كنت أصبو إليه، كنت دائما أتناقش مع زملائي عندما يعملون ويجتهدون ويضحون بوقتهم وطموحاتهم في إنجاز مهمة ربما ليست ضمن قائمة أولوياتهم ولم تكن ضمن قائمة مهامهم حتى! ومثل هذه المهام العرضية المُشِتتة والتي لا تضيف لانجازاتك شيئا يجب عليك تجنبها وذلك من خلال تعلم كيفية إعداد قائمة مهام مسبقة تخدم أهدافك قبل بدء يومك، واكتساب مهارة قول “لا” لهذه المشتتات بطريقة لبقة.

من ضمن الأهداف التي حققتها في ٢٠١٨م وهذا ليس للحصر، أصبحت أكثر تركيزاً وإنجازاً في عملي، أصبح لدي وقت أطول للأسرة والبيت، تعرفت على الكثير من الزملاء في مجال عملي، والأجمل من هذا كله أنني أديت فريضة الحج في هذا العام وكان أحد الأهداف الروحية، قرأت العديد من الكتب في تطوير الذات والفكرية والأدبية منها.

ضع خطة لأهدافك

هناك العديد من النماذج الجاهزة لإعداد خطتك السنوية، لا توجد خطة مثالية عامه وإنما يمكنك أن تضع خطتك حسب الأهداف التي ترغب في إنجازها سواء كانت على الصعيد الشخصي أو الاجتماعي أو المهني أو حتى الجوانب الروحية والمالية، أرفق لكم النموذج الذي وضعته لنفسي خلال عام ٢٠١٨م يمكنكم تحميله والاستعانة به، تركت بعض الأهداف كأمثلة مساعدة للتوضيح. تحميل النموذج

بعض النصائح البسيطة التي ستساعدك في وضع أهدافك للعام ٢٠١٩م:

  • إبدأ في وضع أهداف بسيطه ممكن تحقيقها
  • الهدف الرئيسي من الخطة هو التركيز لتحقيق الأهداف وتجنب المشتتات
  • احرص على تنويع أهدافك قدر المستطاع ولا تجعلها مركزه فقط في جوانب محدودة
  • قم بمعاينة خطتك وتقييمها وتحديثها بشكل مستمر فهناك أحداث عرضية خارجه عن الإرادة قد ترغمك على إعادة توجيه الخطة
  • كافئ نفسك عند تحقيق هدف معين وقم بوضع تحدي جديد
  • ناقش خطتك مع أهلك وزملائك وأصحاب الثقة

وأخيراً ضع خطتك وأهدافك السنوية للعام الجديد، ولتكن سنة من أجل تحقيق جميع النجاحات التي تصبو إليها والحياة السعيدة التي تمنيتها، كل ما تحتاجه هو تحديد اتجاهاتك في الحياة وتجنب أي مشتت قد يزيحك من مسارك.

أهم التوجهات والمهارات التسويقية في ٢٠٢٢

قياسي

في حديث مع أحد المسؤولين في المناصب العليا شدني حديثه حول سباق الريادة وبالبقاء في الطليعة في ظل المنافسة العالمية الشرسة، وألهمني لكتابة هذا المقال الذي أعتبره باكورة لكل صاحب مشروع أو رائد أعمال أو رئيس تنفيذي أو مسؤول التسويق في المؤسسات بمختلف أحجامها وأنواعها لتبني المهارات التسويقية المطلوبة ضمن الخطط والأهداف للعام ٢٠٢٢م، لأن من دونها فأنت تخطط للفشل والتخلف عن السرب والبقاء في غيابة الجب.

المهارات التسويقية في ٢٠٢٢ هي مزيج متكامل بين توجهات المؤسسة في اتخاذ قراراتها وبين بناء منظومة تلببي احتياجات العميل اليوم.

وبدون إطالة ومقدمات جهز لك كوب قهوة أو شاي وانطلق معي #في_الطريق_إلى_النجاح

هذا المقال ثمين ومفيد للعاملين في القطاعات التالية:
  • ريادة الأعمال
  • الادارات التنفيذية
  • التواصل والتسويق
  • تقنية المعلومات
  • الموارد البشرية
  • المالية والمشتريات
  • أصحاب المشاريع

روح الإبداع المتوقد:

لربما قبل ١٥ سنة كان من الغريب العمل في مجال مختلف عن مجال الدراسة الأكاديمية، ولعل ما حدث لي في ٢٠٠٩ بعدما قررت عدم الالتحاق بالسلك التربوي والتوجه إلى إشباع شغفي في عالم التصميم الجرافيكي والتسويق، قد أرسيت أول خطوات مسيرتي المهنية للعمل بجامعة السلطان قابوس في عمادة الدراسات العليا كمتخصص إعلام وتسويق، من الجامعة التي تخرجت منها بشهادة بكالوريوس التربية في تدريس اللغة الإنجليزية، ولعل اليوم يبدوا الأمر مألوفًا لوجود مبدعين ساروا خلف شغفهم وأوجدوا لأنفسهم دائرة من الاهتمام والتميز في محيط عملهم، اليوم يتوجب أن تغير المؤسسات آليات التوظيف لديها كذلك والبدء بالبحث عن هذه المواهب والاستفادة من أرواحهم المتوقدة بالإبداع سواء في صناعة المحتوى، إدارة الحملات التسويقية، التصميم الجرافيكي، وتحليل البيانات الكبيرة، والذكاء الاصطناعي.

أثبتت الدراسات أجرتها ديليوت في ٢٠١٤م أكثر من ٨٥٪ من الموظفين يفتقدوا للشغف في العمل لأسباب مختلفة أهمها فقدان المشاركة وحس المسؤولية، ولعل السباق اليوم في ظل الظروف الاستثنائية التي نعيشها فإننا بحاجه إلى المرونة والسلاسة لمواكبة التغيير الذي لا يتأتى إلا من وجود فريق شغوف وحريص للمساهمة في إيصال المؤسسة لتحقيق خططها ورؤيتها رغم أنف التحديات، ولإشعال هذا الشغف يتطلب خلق “شغف المستكشف” (The Passion of The Explorer) حسب تقرير ديليوت، ويستند على ثلاث ركائز وهي السعي Questingوالاتصال Connecting والالتزام Commitment.

Pation at Work: Cultivating worker passion as a cornerstone of talent development

صراع تطويع التقنيات

نعيش في زمن مناجم التنقيب عن البيانات فأصبحت البيانات عملة القرن وسعي المؤسسات لاستحواذها يتجاوز المليارات سنويًا، وليس من الغريب ان مقولة الفيلسوف الكندي Marshall McLuhan إن الحرب العالمية الثالثة ستكون حرب البيانات والمعلومات، فالأقوى ليس فقط من يمتلك هذه البيانات وإنما قادر على تحليلها واستثمارها في رسم قراراته لتطوير وتحسين ميزته التنافسية.

حسب الدراسة التي أعدتها بزنس واير الأمريكية العالمية (Business Wire)، يتوقع سوق تحليلات البيانات الكبيرة أن يصل إلى أكثر من ١٠٥ مليار دولار بمعدل نمو مركب CAGR يصل إلى ١٢٪ للفترة المتوقعة بين ٢٠١٩ إلى ٢٠٢٧، ح

70 Relevant Analytics Statistics: 2021/2022 Market Share Analysis & Data

وبالنظر إلى نطاق التواصل التسويقي Marketing Communications فإنه أصبح أكثر واقعية ويقدم نتائج ملموسة ويفرض نفسه كترس رئيسي في المساهمة بمضاعفة عوائد المؤسسة، والذي يرتكز على تحليل بيانات المستهلكين والعملاء من خلال مؤشرات قياس واضحة لتحليل نسبة الوصول وتوفر المعلومة وفهم احتياجات العملاء وتوفر الحلول اللازمة.

ومن هنا يتوجب على من هم في قمة هرم المؤسسة ومسؤولي التواصل والتسويق بالدفع لتبني مهارات مصيرية للبقاء في السوق اليوم مثل مهارات تحليل البيانات الضخمة BIG DATA Analytics ومهارات ذكاء الأعمال Business Intelligence وإدارة الحملات التسويقية الرقمية Digital Marketing ومهارات الأتمتة Automation.

والتأكيد على فهم احتياجات العملاء من خلال دراسة سلوك المستهلك واجراء العديد من التجارب التسويقية A/B Testing للوصول إلى ما سمته جوجل “The Zero Moment of Truth” وهو الوصول إلى شروع العميل بعملية البحث عن منتجك أو خدمتك في مختلف نقاط الوصول الرقمية والملموسة.

كما أعادت الحملات الإعلانية الرقمية والمدفوعة وإدارة حسابات المؤسسة في منصات التواصل الاجتماعي تعريف معنى الوصول والحصول على بيانات العملاء المحتملين وتعقب سلوكهم في العالم الرقمي، حيث تضاعفت الميزانيات التسويقية للاستثمار في هذه المنصات الاجتماعية لكونها رافد رئيسي لإعادة التوجيه إلى صفحات الهبوط (Landing Pages) للمنتجات والخدمات التي تقدمها المؤسسات، لذا وجب تطوير مجموعة من المهارات وهندستها لتتناسب مع عمليات البحث والتنقيب عن العملاء، وفي المقابل الامتثال لسياسة الخصوصية وبيانات العملاء في المنصات الرقمية.

ولا أستبعد بأن نرى قريبًا الشركات العالمية تقوم بعمليات استحواذ على وكالات إعلامية ودعائية لتسويق منتجاتها وخدماتها مثل Amazon و TESCO و Boots.

تجربة العميل تأتي في المقدمة وقبل كل شيء

قرأت العديد من المقالات لرؤساء تنفيذيين لشركات ومؤسسات يتغنوا بأهمية تقديم تجربة استثنائية لعملائهم، وهذا حق مشروع طبعًا، في الاستفتاء الذي أعدته Temkin Group على أكثر من ١٩٠٠ شركة حول العالم عند سؤالهم حول أولوياتهم خلال الخمس سنوات القادمة: 45.9% اختاروا التركيز على تجربة العملاء، 33.6% ذهبوا إلى تطوير المنتج، 20.5% تحسين الأسعار.

التوجه في ٢٠٢٢ إلى الاستثمار الحقيقي والملموس في تحسين تجربة العميل بهدف زيادة رضا العملاء ورفع الولاء وتعزيز الارتقاء بالصفقة (Up-Selling) والبيع العابر (Cross-Selling) هو ما يجب التركيز عليه من قبل أصحاب المشاريع ورواد الأعمال ومسؤولي التسويق وخدمة العملاء.

مهارات مثل تحسين عمليات الوصول عبر محركات البحث SEO وتطوير قنوات متعددة ومتكاملة OmniChannel ومهارات دراسة وتحليل سلوك العميل تعطي المؤسسة ميزة تنافسية عالية، والتي يجب أن تتبناها المؤسسة ضمن خططها السنوية من الأجل الارتقاء بخدمة عملاؤها.

دراسة أعدتها الشركة العالمية adobe والمشهورة في عالم التصميم والإنتاج المرئي كشفت مؤخرًا بأن الشركات التي تركز على تطوير استراتيجياتها في زيادة تفاعل العملاء عبر OmaniChannel تتمتع بنمو سنوي يصل إلى ١٠٪، وزيادة ١٠٪ في معدل متوسط قيمة الطلب (Average Order Value) و ٢٥٪ في كفاءة أداء المبيعات (Close Rate).

تنوع الأفكار والخبرات

إن الحاجه إلى فريق مبتكر وغني بالتجارب ليصنع ويشق طريقه نحو تحقيق أهداف المؤسسة وزيادة أرباحها هو مطلب مشروع، حيث أن التنوع في الخبرات والمهارات يتيح فرصة الحصول على مزيج من الأفكار العظيمة، ستيف جوبز المؤسس والرئيس التنفيذي الراحل لشركة أبل يقول “نحن نوظف المبدعين ليخبرونا بما يتوجب علينا فعله وليس العكس”، فنحن اليوم في منافسة شرسة للحصول على أصحاب العقول النيرة والمبتكرين والمتعطشين للإنجاز الذين أشعلوا فتيل الابداع في سمائهم، وهنا نجد ان الشركات تسعى دائما إلى وضع إطار واضح للحفاظ على مخزونها من المواهب من خلال توفير بيئة عمل تساعدهم على العطاء المستمر.

الشراكة مع الوكالات الإعلامية والإعلانية هو أحد الأسلحة التي تسعى المؤسسات في ٢٠٢٢ إلى استغلالها وذلك من أجل الوفاء بتقلبات السوق السريعة ومتطلبات العميل، والأمر الآخر الاستفادة من المصادر والخبرات التخصصية التي توفرها الوكالات، وبهدف خلق أطياف متنوعة تساعد في رفع نسبة الجذب وتعظيم عوائد الاستثمارات يفضل بالعمل مع وكالات متعددة لتنويع الأفكار وأساليب الطرح حسب تخصصية الموضوع.

الختام

إننا نعيش عالم متسارع يتطلب مننا المزيد من السلاسة والمرونة في مقارعة التغيير المستمر للسوق والأعمال، والتسلح بالمواهب والمهارات اللازمة واستغلال التقنيات الحديثة في دفع دفة التطور والنمو هو لأمر حتمي ويتطلب قرارات حاسمة وسريعة، في حرب المعلومات إما أن تكون سيد بياناتك وتنبي توجهات التسويق الجديد كميزة تنافسية، وإما أن تكون مع المتخلفين عن الركب باقي في غيابة الجب.

قوة الجذب في التسويق

قياسي

في كل يوم هناك العديد من الأشياء التي تجذب انتباهنا، بداية من صوت التنبيهات في الهاتف وقت استيقاظك، سماع الأخبار الاذاعية ورؤية اللافتات الإعلانية وأنت في طريقك إلى العمل، المهام والأعمال التي يمليها المسؤول وقت وصولك، وعداد الرسائل البريدية المستلمة المتزايد، أو التفكير فيما يحتاج لإنجازه بعد العمل أو الانتهاء من المهام المنزلية المتأخرة، الجميع يحتاج إلى انتباهك، ولكن لا يوجد الوقت الكافي لديك لهم جميعًا.

قوة الجذب في التسويق

مسألة قوة الجذب في التسويق لم تكن ضمن رادار استيعابي له إلى أن قرأت كتاب “البقرة البنفسجية” للمؤلف سيث جودين، والذي يدور حول أهمية تميز الفكرة في لفت الانتباه لإيصال منتجك للفئة المستهدفة سواء كان المنتج خدمة أو سلعة، ففي ظل وجود الوفرة في الخيارات أصبح هناك تحدي كبير في كسب انتباه العميل وجذبه للمنتج، لذا يؤكد سيث بأن ابتكار منتجات وخدمات مميزة (غير مشابه لمثيلاتها) من أهم طرق واستراتيجيات الجذب وزيادة الانتباه والذي يؤدي إلى رفع المبيعات وتحقيق الأرباح من خلال ابتكار.

في دراسة أجرتها شركة مايكروسوفت أثبتت أن مدى الاهتمام (Attention Span) لدى الانسان في تضاؤل مستمر ليصل في المتوسط إلى ٨ ثواني وذلك لأسباب تعود إلى تطور وإدمان التقنيات ومنصات التواصل الاجتماعي بشكل كبير.

زيادة حصة الجذب

في جلسة استشارات تسويقية لأحد مقاهي القهوة المتخصصة، طرحت سؤال لإدارة المقهى حول الأسباب التي قد تجذب انتباه الزبائن لهم، وبعد تفكير عميق خرجت إجابات مترددة مثل نوع القهوة والسعر والمكان، فأجبتهم بأن كل المنافسين قد ذكروا نفس الإجابات والنتيجة العميل غير مستعد لإعطاء الانتباه الكافي لك.

وفي تجارب عملية على منصات التواصل الاجتماعي اطلعت عليها شخصيًا، كان هنالك عملاء مستعدين للاستعانة بأفراد وشراء خدماتهم لمجرد محتوى قد جذبهم ويلامس قضاياه اليومية متجاوزين السؤال عن الخبرات أو الإمكانيات لذلك الفرد أو التأكد من هوية الحساب.

من هنا وجب إدراك أهمية الجذب من خلال معرفة من هم عملاؤك، سواء كان في المنزل أو العمل أو بين الأصدقاء، ومن ثم اختبار حجم الانتباه الذي قد تتحصل عليه من كل عميل، فانتباه المسؤول لك محدود حسب الأجندة التي تعنيه وليس لسماع كل مبرراتك أو مشاكلك، وكذلك العميل يعطي انتباهه إلى ما يحمل قيمة له وليس لاعتقادك بأن المنتج أو الخدمة التي تقدمها هي الأفضل بين منافسيك، ومن هنا يأتي أهمية “تجويد الجاذبية”.

استراتيجيات تجويد الجاذبية

في كتاب “خلقت لتبقى” (Made to Stick) للمؤلفان تشب هيث ودان هيث يوضحان أهمية السرد للأفكار من أجل تبنيها ونجاحها، واللذان يقترحان بإضافة عناصر “SUCCESS” في كل فكرة تود ايصالها وهي:

بسيطة (Simple) غير متوقعة (Unexpected) ملموسة (Concrete) مصداقية (Credible) عاطفيه (Emotional) السرد القصصي (Story)، فكلما أضفت شيء من هذه العناصر لفكرتك كلما كان لها تأثير كبير في جذب الانتباه وبقائها لمدة أطول. (الكتاب مفيد وانصح بقراءته)

استراتيجية التسويق في الجذب: من مثل المسوقين قادرين على وضع الرسائل التسويقية في قالب جذاب وملفت وايصالها للعميل، اكتساب بعض المهارات التسويقية يعتبر من الأساسيات اليوم لكونها موجهة بشكل مباشر للعميل، سواء كنت طالب أو باحث عن عمل أو موظف أو مسؤول أو طبيب أو محامي فمحاولة إقناع الطرف الآخر برسائلك يجب أن تتمحور حول جذب الانتباه من خلال سرد الفوائد والقيم التي سيتحصل عليها الطرف الثاني من الخدمة أو المنتج الذي تقدمه.

مع كثرة المشتتات وتنوعها إلا انه من الجيد خلق روتين واضح لبناء ورفع حجم الجذب لما تقدمه من خدمة أو منتج، فخبرتك كميكانيكي لا يجعلك تحترف المحاماة، وإنما تجعلك قادر على إعطاء استشارات وتبادل الخبرات في مجال الميكانيكا.

تقديم الاستشارات والبرامج التدريبية هي أحد أهم الاستراتيجيات لزيادة مدى الانتباه لمنتجك أو خدمتك، أيضا صناعة المحتوى سواء المكتوب أو المرئي يساعد على تعلق العملاء بك وخلق صورة ذهنية تخصصية لما تقدمه من قيمة لهم.

الخلاصة

من فضائل العولمة هو امتلاك الكل على نسبة إطلاع متساوية للمعرفة والاستفادة من تجارب وخبرات الآخرين وصقل المهارات المطلوبة بشتى الطرق وبأقل تكلفة، حتى أصبحت الميزة التنافسية تتجه في مسارات مختلفة منها سرعة الوصول للعميل وكسب انتباهه واستدامته، فهم احتياجات العميل يساعد على تحديد دائرة الاهتمام وبناء الفكرة حول عناصر SUCCESS لمضاعفة مدى الانتباه وتثبيت الفكرة في الذاكرة لأطول وقت ممكن، ومن خلال أدوات التسويق المختلفة بإمكانك إيصال أفكارك في الوقت والمكان المثالي للعميل، والتركيز على ما تقدمه من خلال الخدمات المجانية كالاستشارات والتدريب وصناعة المحتوى سيولد صورة ذهنية إيجابية ودائمة عند العميل.

كيف تضع مؤشرات قياس أداء مثالية لأهدافك في 2022

قياسي

ضمن التحديات التي تواجهها في مسيرتك المهنية هو وضع المؤشرات الصحيحة لقياس الأداء في بداية كل عام لما يتطلب من مواءمة بين أهداف المؤسسة وبين ما يؤديه الموظف فعليًا، فقد يتطلب الأمر الكثير من الاستيعاب والاطلاع والتناغم بين الأطراف المشتركة، وفي معظم الأحيان ينتهي الأمر بين ساقم ويائس في نهاية المطاف نتيجة انعدام التوافق. تسعى المؤسسات جاهدة لوضع إطار عملي واضح لتطبيق مبدأ مؤشرات قياس الأداء، ولكن الأمر لا يبدوا بتلك السهولة بالنظر إلى هيكلة المؤسسة وحجم الأعمال بها.

الفهم هو نصف الحل

لم أخطط في هذه المدونة إلى التطرق إلى آلية عمل المؤسسات في تطبيق مؤشرات قياس الأداء للموظفين، وإنما مشاركتكم تجربتي في المبادئ التي أتبناها في وضع خطة الأهداف والمؤشرات لمتابعة وقياس حجم الإنجاز وكيفية مشاركة الأهداف مع فريق العمل.

عندما كنت أجتمع مع أعضاء الفريق بشكل فردي، كان يسعدني ذلك الحماس الذي يظهر على وجوهم وهم يستقبلوا العام الجديد بكثير من التفاؤل لفتح صفحة جديدة لتحقيق إنجازات حقيقية ووضع بصمة واضحة لهم في المؤسسة، فكان يختلط الأمر بين ما يود الموظف تحقيقه وبين ما تتطلع المؤسسة إلى تحقيقه من أهداف في السنة الجديدة، يقال “الفهم هو نصف الحل”، مشاركة خطة الأعمال والأهداف السنوية للمؤسسة مع الموظفين هو أحد الركائز الرئيسية من أجل وضع أهداف ذات مؤشرات أداء ناجحة. فإذا كان ضمن أهداف المؤسسة في هذا العام هو زيادة المبيعات بنسبة ١٠٪، فذلك يعني ان المعنيين في التسويق والمبيعات يتوجب عليهم تكثيف عملياتهم وعمل حملات استهداف لعملاء محتملين جدد وأسواق جديدة.

مفهوم مؤشرات قياس الأداء KPI

المصطلح في أبسط معانيه هو آلية لمتابعة وتقييم سير تقدم العمل من أجل تحقيق الأهداف المرجوة، لربما يتشابه الأمر على البعض في مسألة تعريف المصطلح بسبب تعدد المصادر، ولكن كل هدف ضمن نطاق عملك وممكن تحقيقه على الوجه الأمثل وقياسه في جميع مراحله ومحدد بإطار زمني فهو هدف ذكي قابل لتطبيق مؤشرات قياس الأداء عليه (SMART KPI).

استراتيجيات لتطبيق مؤشرات قياس الأداء

في كل عام يرتقب الموظف بمشاعر مخلوطة بين التفاؤل والقلق مما تنذر به الحملة السنوية لدوائر الموارد البشرية لحث المسؤولين والموظفين في الانتهاء من وضع مؤشرات قياس الأداء للسنة الجديدة، وتبدأ معضلة البيضة والدجاجة، هل الآلية تكون من أعلى الهرم إلى الأسفل أم العكس، وأنا هنا لست لأجادل في هذا التساؤل.

في مقالة “كيف تدير مسؤولك” نشرتها هارفرد بزنس ريفيو تم ذكر أحد المهارات الاستراتيجية في التعامل مع المسؤول، وهي أن تكون متقدمًا بخطوة في توقع ما يدور في رأسه، وفيما يلي سأشاركك خطوات تساعدك في رسم مؤشرات قياس الأداء لك، وسيتيح لك مناقشتها بعد ذلك مع مسؤولك بكل أريحية ووضوح.

تقسيم ساعات العمل

قاعدة ٦٠/٣٠/١٠ كنت أشاركها مع زملائي في الفريق، وهي أن تقسم ساعات العمل إلى:

  • ٦٠٪ مركزه حول المشاريع التي تندرج تحت خطة الأهداف
  • ٣٠٪ أعمال تندرج تحت المشاركة والمساهمة في إنجاح مشاريع الفريق
  • ١٠٪ هي تشمل الاطلاع وبناء العلاقات والتطوع في أنشطة مختلفة بالمؤسسة.

لربما لا يسعنا المجال هناك لشرح القاعدة، ولكن نحن هنا نحاول فك شفرة ما تحويه الـ ٦٠٪ في خطة الأهداف للعام الجديد، بعدها نحتاج إلى معرفة أنواع المؤشرات التي يتوجب اضافتها في الخطة، هناك أهداف على مستوى المؤسسة ترتبط بالأداء المالي والتشغيلي وإدارة السمعة وخدمة العملاء وغيرها، وأخرى على مستوى الدائرة مثل المشاريع التخصصية والإنتاجية والقيادة، حيث تتباين حجم المساهمة لهذه المستويات في خطتك حسب مكانتك في السلم الوظيفي للمؤسسة.

هناك مستوى ثالث يتم تجاهله في معظم الأحيان سواء من المسؤول أو الموظف، والذي أعتبره لا يقل أهمية عن المستويين السابقين، وهو المستوى الذاتي (أو الشخصي) والذي يعتبر إضافته لقائمة المؤشرات هو الأجمل والأثمن من حيث كسب ولاء الموظف في أي مؤسسة، حيث يجسد هذا المستوى المساهمة الفردية لفكرة مبتكرة أو مشروع يتم تبنيه وتنفيذه وإنجازه، سيتم ذكر بعض الأمثلة لاحقا للتوضيح.


  • أهم التوجهات والمهارات التسويقية في ٢٠٢٢
    في حديث مع أحد المسؤولين في المناصب العليا شدني حديثه حول سباق الريادة وبالبقاء في الطليعة في ظل المنافسة العالمية الشرسة، وألهمني لكتابة هذا المقال الذي أعتبره باكورة لكل صاحب مشروع أو رائد أعمال أو رئيس تنفيذي أو مسؤول التسويق في المؤسسات بمختلف أحجامها وأنواعها لتبني المهارات التسويقية المطلوبة ضمن الخطط والأهداف للعام ٢٠٢٢م، لأن من دونها فأنت تخطط للفشل والتخلف عن السرب والبقاء في غيابة الجب.

ربط مؤشرات قياس الأداء بنطاق العمل

  • عند وضع مؤشرات قياس الأداء يفضل فهم الوصف الوظيفي لنطاق العمل المكلف به، سيساعدك في وضع المؤشرات الصحيحة والدقيقة
  • يفضل تنويع المؤشرات بين التسليم عند الإنجاز “On delivery” أو المركبة (التراكمية) “percentage/milestones”، فمؤشرات “التسليم عند الإنجاز” تعتمد على النتيجة النهائية، أم المركب وهو المعقد لتعدد الأهداف به فهو يعتمد على تقسيمه الى مراحل أو أحداث صغيرة يتم انجازها خلال العام، ويكون التقييم حسب كمية المراحل أو الأحداث التي تم إنجازها.
  • مؤشرات قياس الأداء ليست تعجيزية (كما يشاع) وإنما هي أداة تحفيز وتنبيه لإنجاز الأهداف المرسومة، فعند وضع قائمة الأهداف تأكد بأن يكون لديك المقدرة لإنجازها بشكل مثالي.
  • تأكد من وجود مؤشرات كافية لقياس الأداء، العدد الأمثل للمؤشرات هو من ٦ -١٠ بما يتناسب لتشمل نطاق عملك مع تجنب التكرار والازدواجية.
  • أما بما يتعلق بالمؤشر الاستثنائي “Outstanding” للأهداف فيمكن أن يكون كقيمة مضافة للمشروع مثل إنجاز العمل قبل أوانه، تحصيل عوائد إضافية، الكفاءة في مراحل المشروع.
  • الأهداف المشتركة مع الزملاء سواء أفقيًا أو عموديًا هي الأفضل لكونها تضمن التكاملية والنجاح لعناصر الفريق
  • ضع أهداف مرتبطة بتطوير مهاراتك وتوسيع مداركك في المجال الذي تعمل به وشارك المؤشرات مع مسؤولك ليشرف على خطة التطوير لديك

مراجعة وتقييم المؤشرات

يهمل بعضنا متابعة المؤشرات التي وضعها في بداية العام من حيث تحليلها وتقييمها، ولربما وجب ذكر بعض الآليات الممكن اتباعها في بيئة العمل لأجل تأمين ذلك:

  • الفهم الجيد والصريح للتوقعات المشتركة بين المسؤول والموظف ورسم الأهداف التي يسعا لتحقيقها على مستوى المؤسسة والدائرة
  • اعتماد لقاء دوري مع المسؤول لمناقشة خطة الأهداف وتقييم مستوى الإنجاز بناء على المؤشرات الموضوعة (يفضل شهريًا)
  • توفير المرونة والتوجيه في متابعة المؤشرات خلال الستة أشهر الأولى
  • يفضل ربط تقارير المستجدات الأسبوعية والشهرية بالمؤشرات التي تبنيتها في خطة الأهداف لضمان المتابعة والانتباه لأي تحدي أو تدني للأداء
  • عدم إضافة أو حذف مؤشرات بعد اعتماد خطة الأهداف ومؤشرات القياس، وإنما يمكن تعدليها وتقويمها مع الحفاظ على ما تم إنجازه في الخطة المعتمدة مبدئيا.
  • احتفظ بسجل الشواهد والاثباتات لأي عمل أكملت إنجازه، ويفضل تسليم “شهادة اكتمال المشروع” للمسؤول.

انطلق نحو الانجاز

ان الهدف الأسمى من وضع مؤشرات الأداء هو ضمان المساهمة الإيجابية لجميع عناصر المؤسسة في تحقيق رؤيتها ومهامها، فالكل مطالب بالتجذيف في اتجاه واحد وتوقيت محدد للوصول للهدف، ولكون الموضوع يتمحور حول الموظف؛ فهناك أهداف أخرى لا تقل أهمية من تبني مؤشرات قياس الأداء في خطة الأهداف والعمل عليها، ذكر بعضها:

  • المتابعة الحقيقية لتطور أداء الموظف خلال العام
  • تكثيف الوقت والجهد لإنجاز أهداف الخطة بالشكل المثالي
  • بناء علاقة إيجابية وبنّاءة بين الموظف والمسؤول في المؤسسة
  • البناء الصحيح للتقدم المهني من خلال وضع الأهداف وتنفيذها وتسليمها حسب الخطة المتفق عليها.
  • بناء ثقافة عمل مبنية على الثقة والإنتاجية
  • تحقيق الرضا الوظيفي

أمامك منحدرات انتبه لخطواتك

قياسي

 في ظل الأوضاع الاستثنائية التي نعيشها اليوم وحالة عدم اليقين لما قد يحمله الغد لنا، وفي زحمة الملهيات والمشتتات المهدرة للوقت، يتطلب ذلك قوة وعزيمة أكبر من أجل إدارة أوقاتنا ورغباتنا وتوجيهها إلى تحقيق سبب وجودنا، ولربما هذا يحتاج إلى وضع بوصلة لأولياتنا لترجيح كفتها مقابل أي تصادم مع مثل تلك الملهيات أو عوارض المستقبل، “العمر بضع ساعات” من أجل تحقيق غايتنا في الحياة، قاعدة جميلة “إطالة العمر باستغلال الوقت”، لربما يعيش المرء إلى تسعين عام ويزيد، ولكن بدون أثر أو بصمة أو ذكر طيب، والعكس صحيح الكثير من يذكرهم التاريخ عاشوا لسنوات أقل بكثير، ولكن خلدتهم أعمالهم وإنجازاتهم وما تركوه خلفهم.

يقول الشاعر البوصيري:

إلى متى أنتَ باللَّذَّاتِ مَشغُولُ            وَأنتَ عن كلِّ ما قَدَّمْتَ مَسؤُولُ
فِي كلِّ يَوْمٍ تُرَجِّي أن تتوب غداً         وَعَقدُ عَزمِكَ بالتَّسوِيفِ مَحْلُولُ

التخطيط لمعركة الوقت

في ديسمبر ٢٠١٦م كتبت أول خطة سنوية لي بالرغم من الإنجاز النسبي للأهداف التي وضعتها إلا انه كان كفيل بأن يرسم خارطة طريق لأولياتي وتركيز كل حواسي وقواي في اتجاه واحد محدد، واستغلال وقتي بشكل أفضل. ومنها بدأت أضع أهداف لي في كل سنة جديدة، وفي كل عام يتحقق الكثير من الأهداف ويتبقى لي الكثير لتحقيقه أيضا، وكنت أرحل الأهداف التي لم يتم تحقيقها في ذلك العام إلى العام الجديد، وأحذف الذي لم يعد صالحًا.

كنت أذهب إلى العمل مبكراً وأعمل لساعات متأخرة، لربما ذلك كان يسعد المسؤول، ولكن لم أكن أنتبه الى حجم الإنجاز المتواضع الذي كان يستهلك مني كل ذلك الوقت والجهد الطويل. وكنت ألغي الكثر من جدول أعمالي بسبب زيارات بغير مواعيد مسبقة أو لقاءات أصحاب تفسد ما خططت لعمله في إجازة نهاية الأسبوع!

في كل مرة أواجه تحد ما كنت أبحث عن أفضل الطرق والأساليب التي تساعدني في تنظيم الوقت وتحقيق الأهداف، من خلال اطلاعي على مراجع عديدة والتعلم من تجارب الآخرين في استغلال الوقت لفهم واستيعاب الجوانب التي يتعين على الفرد أن يدركها بشكل يومي في بناء الأهداف وتحديد الأولويات وكيفية التغلب على المشتتات.

 يزيد وعي المرء في كل مرحلة وتتغير قناعاته وبالتالي تصبح أهدافه أكثر أهميه وواقعية، عام بعد عام تمكنت فعلاً من حصر تركيزي على أولويات محددة ومرنة التنفيذ، ولعلاج مسألة الإهمال والتسويف يتوجب مراجعة الخطة بشكل دوري وتقييم الأهداف، وهذه الخطوة مهمه لتذكير العقل اللاواعي بهذه الأولويات الذي سيعينك في تجنب أي مشتتات أو ملهيات عرضية.

بعض النصائح البسيطة التي ستساعدك في وضع أهدافك للعام ٢٠٢٢م:

  • الهدف الرئيسي من الخطة هو التركيز لتحقيق الأهداف وتجنب المشتتات
  • إبدا في وضع أهداف بسيطة ممكن تحقيقها
  • احرص على تنويع أهدافك قدر المستطاع ولا تجعلها مركزه فقط في جوانب محدودة
  • معاينة الخطة وتقييمها وتحديثها بشكل مستمر فهناك أحداث عرضية خارجه عن إرادتك قد ترغمك على الخروج من مسار خطتك بشكل مؤقت
  • مكافئة نفسك عند تحقيق هدف معين وقم بوضع تحدي جديد
  • تعلم مهارة قول “لا” للمشتتات والملهيات التي لا شأن لها بأهدافك
  • إدارة المهام من خلال وضع الالتزامات واستغلال الموارد، وتجنب التسويف، وتوزيع المهام
  • مناقشة الخطة مع الأهل والزملاء وأصحاب الثقة

ووقتك؟ فيما أنفقته؟

قال تعالى: (وما خلقت الأنس والجن إلا ليعبدون) صدق الله العظيم

هناك جوانب رئيسة يجب أن تكون ضمن أولوياتك اليومية والتي تنصب في هدف وجودك، كالروحي والمعرفي والصحة، والأسري والاجتماعي والمالي، تعددت هذه الجوانب في مختلف المراجع وبمصطلحات متعددة، لكنني أضفت جانبا آخر أحسبه لا يقل أهمية عن غيره وهو زكاة الوقت، مسألة الوقت من جانب إيماني هو شبيه باستغلال المال، والسؤال يوم الحساب فيما أنفقت وقتك؟ يتطلب إجابة واضحة وصريحه.

تأملها: إذا ظن المرء بأن أدائه للعبادات هو استهلاك لوقته أو مشتتًا لتركيزه، فتأكد بأن الله تعالى سيؤدبه بأن يتلف له وقتًا مديدًا بلا فائدة والعياذ بالله. والعكس صحيح إنفاق العبد وقته في طلب العلم وعمل الصالحات وأداء العبادات في وقتها، فإن الله يتولى صون وقته وبركته، وتيسير أموره وتوفيقه.

يتردد صداها في ذهني: “لا بارك الله في عمل يلهي عن الصلاة”

الجوانب السبعة في حياتك التي يتوجب أن تشملها خطتك السنوية، كالآتي:

  • الروحي: التقرب من الله، التفقه في الدين، التفكر والتأمل
  • المعرفي: القراءة والاطلاع، صقل المهارات المهنية، تعلم مهارات حياتية جديدة
  • الصحة: الرياضة، التغذية، نمط الحياة، الثقافة الصحية، الاستشارات الطبية والفحص الدوري
  • الأسرة: بناء الأسرة والمنزل، تربية الأبناء، إدارة شؤون المنزل
  • العلاقات الاجتماعية: صلة الرحم، الأصدقاء والتواصل، العمل التطوعي
  • المالي: الوظيفة، تنويع مصادر الدخل، الإدارة المالية، زكاة المال
  • زكاة الوقت: تجنب المشتتات، التخلص من عادة سيئة، إضافة عادات جيدة، عمل تطوعي

انطلق لتكون سيد وقتك

من النماذج العملية والجيدة في وضع الخطة السنوية هي التي اقترحها الأستاذ عبدالله العتيبي في كتابه “فنجان من التخطيط”، والتي تعطيك مشهد متكامل لطريقة تصنيف الأهداف وذكر التحديات ونقاط القوة، ومن أجل تحقيق شروط الأهداف الذكية وجب تحديدها بفترة زمنية ووضع استراتيجية لإنجاز الهدف.

وضعت النموذج لك بملف أكسل (مع بعض الأهداف المقترحة) التي ستعينك في وضع أهداف خاصة بك.

نموذج الخطة السنوية

٧ طرق لجعل البريد الإلكتروني أكثر فاعلية في التواصل المؤسسي

قياسي

يعتبر البريد الإلكتروني بالمؤسسة هو أحد الأدوات الرئيسية للتواصل، ولكن في خضم ضغط العمل وكمية المراسلات المتداولة بين الأفراد سواء من داخل أو خارج المؤسسة، كيف بالإمكان التأكد من أن الموظفين قد فتحوا واطلعوا على التنويه المرسل بخصوص الاستراتيجية الجديدة للمؤسسة، أو الرسائل التوعوية التي تُلزم الجميع بإرتداء بطاقاتهم التعريفية في مكان العمل! أكمل قراءة الموضوع

أكبر شركات صناعة الطائرات في العالم

صورة

بعد مشاهدة الفيلم السينمائي Fligh الذي تم انتاجه في عام ٢٠١٢م وفيلم Sully مؤخرا ، ومع كثرة الأحاديث هذا العام حول حوادث الطائرات خلال الأعوام الأخيرة، فأن حسب تقاريرالاتحاد العالمي للنقل الجوي IATA يعتبر النقل الجوي أحسن وسيلة للتنقل من حيث الأمن والسلامة وذلك بسبب معايير الجودة والسلامة التي يضعها الاتحاد.

ولكن ما هي الشركات التي تقوم بصناعة هذه الطائرات في العالم؟

إنفوجرافيك

Aerospace companies infographic

مفهوم مستوى الخدمة في مطارات العالم

los
قياسي

معظمنا قرأ مؤخرا خبر تصنيف مطار مسقط الجديد بـ “المثالية” لتكون طاقته الاستيعابية ٢٠ مليون مسافر سنويا ، الخبر جيد لمادة إعلامية ولكن كان أمر عادي للبقية طالما لم يتم التطرق حول موعد افتتاح المطار.

عموما افتتاح المطار ليس محور هذه القراءة البسيطة، وإنما ما هي مستويات الخدمة الجديدة التي وضعها الاتحاد العالمي للنقل الجوي IATA ومجلس المطارات الدولي ACI؟ وما هي المعايير المعتمدة في تصنيف مستوى الخدمة؟ ولماذا تصنيف “المثالية” لخدمات مطار مسقط الجديد؟ أكمل قراءة الموضوع

ثلاثة مفاتيح من أجل آداء أفضل خلال ساعات العمل

قياسي

الكثير من كانوا يعملون بجهد وتحت الضغط خلال ساعات العمل ولربما يأخذهم الوقت سريعا ليدركوا أن اليوم قد انتهى بالنسبة لهم وأنهم لم ينجزوا ما كان يتوقع منهم، أو بالأحرى لا يعلمون كيف مضت ساعات المكتب الثمان بدون انجاز يذكر!

أحد الموظفين كان يتذمر حول عدم كفاية ساعات العمل وانه يتمنى لو كانت أطول، موظف آخر يأخذ ملفاته وحاسبه للبيت لعل وعسى يجد بعض الوقت لإنهاء ما تراكم من العمل في مكتبه، وأنا شخصيا كنت لا اختلف عن هؤلاء الموظفين.
أكمل قراءة الموضوع