أهم التوجهات والمهارات التسويقية في ٢٠٢٢

قياسي

في حديث مع أحد المسؤولين في المناصب العليا شدني حديثه حول سباق الريادة وبالبقاء في الطليعة في ظل المنافسة العالمية الشرسة، وألهمني لكتابة هذا المقال الذي أعتبره باكورة لكل صاحب مشروع أو رائد أعمال أو رئيس تنفيذي أو مسؤول التسويق في المؤسسات بمختلف أحجامها وأنواعها لتبني المهارات التسويقية المطلوبة ضمن الخطط والأهداف للعام ٢٠٢٢م، لأن من دونها فأنت تخطط للفشل والتخلف عن السرب والبقاء في غيابة الجب.

المهارات التسويقية في ٢٠٢٢ هي مزيج متكامل بين توجهات المؤسسة في اتخاذ قراراتها وبين بناء منظومة تلببي احتياجات العميل اليوم.

وبدون إطالة ومقدمات جهز لك كوب قهوة أو شاي وانطلق معي #في_الطريق_إلى_النجاح

هذا المقال ثمين ومفيد للعاملين في القطاعات التالية:
  • ريادة الأعمال
  • الادارات التنفيذية
  • التواصل والتسويق
  • تقنية المعلومات
  • الموارد البشرية
  • المالية والمشتريات
  • أصحاب المشاريع

روح الإبداع المتوقد:

لربما قبل ١٥ سنة كان من الغريب العمل في مجال مختلف عن مجال الدراسة الأكاديمية، ولعل ما حدث لي في ٢٠٠٩ بعدما قررت عدم الالتحاق بالسلك التربوي والتوجه إلى إشباع شغفي في عالم التصميم الجرافيكي والتسويق، قد أرسيت أول خطوات مسيرتي المهنية للعمل بجامعة السلطان قابوس في عمادة الدراسات العليا كمتخصص إعلام وتسويق، من الجامعة التي تخرجت منها بشهادة بكالوريوس التربية في تدريس اللغة الإنجليزية، ولعل اليوم يبدوا الأمر مألوفًا لوجود مبدعين ساروا خلف شغفهم وأوجدوا لأنفسهم دائرة من الاهتمام والتميز في محيط عملهم، اليوم يتوجب أن تغير المؤسسات آليات التوظيف لديها كذلك والبدء بالبحث عن هذه المواهب والاستفادة من أرواحهم المتوقدة بالإبداع سواء في صناعة المحتوى، إدارة الحملات التسويقية، التصميم الجرافيكي، وتحليل البيانات الكبيرة، والذكاء الاصطناعي.

أثبتت الدراسات أجرتها ديليوت في ٢٠١٤م أكثر من ٨٥٪ من الموظفين يفتقدوا للشغف في العمل لأسباب مختلفة أهمها فقدان المشاركة وحس المسؤولية، ولعل السباق اليوم في ظل الظروف الاستثنائية التي نعيشها فإننا بحاجه إلى المرونة والسلاسة لمواكبة التغيير الذي لا يتأتى إلا من وجود فريق شغوف وحريص للمساهمة في إيصال المؤسسة لتحقيق خططها ورؤيتها رغم أنف التحديات، ولإشعال هذا الشغف يتطلب خلق “شغف المستكشف” (The Passion of The Explorer) حسب تقرير ديليوت، ويستند على ثلاث ركائز وهي السعي Questingوالاتصال Connecting والالتزام Commitment.

Pation at Work: Cultivating worker passion as a cornerstone of talent development

صراع تطويع التقنيات

نعيش في زمن مناجم التنقيب عن البيانات فأصبحت البيانات عملة القرن وسعي المؤسسات لاستحواذها يتجاوز المليارات سنويًا، وليس من الغريب ان مقولة الفيلسوف الكندي Marshall McLuhan إن الحرب العالمية الثالثة ستكون حرب البيانات والمعلومات، فالأقوى ليس فقط من يمتلك هذه البيانات وإنما قادر على تحليلها واستثمارها في رسم قراراته لتطوير وتحسين ميزته التنافسية.

حسب الدراسة التي أعدتها بزنس واير الأمريكية العالمية (Business Wire)، يتوقع سوق تحليلات البيانات الكبيرة أن يصل إلى أكثر من ١٠٥ مليار دولار بمعدل نمو مركب CAGR يصل إلى ١٢٪ للفترة المتوقعة بين ٢٠١٩ إلى ٢٠٢٧، ح

70 Relevant Analytics Statistics: 2021/2022 Market Share Analysis & Data

وبالنظر إلى نطاق التواصل التسويقي Marketing Communications فإنه أصبح أكثر واقعية ويقدم نتائج ملموسة ويفرض نفسه كترس رئيسي في المساهمة بمضاعفة عوائد المؤسسة، والذي يرتكز على تحليل بيانات المستهلكين والعملاء من خلال مؤشرات قياس واضحة لتحليل نسبة الوصول وتوفر المعلومة وفهم احتياجات العملاء وتوفر الحلول اللازمة.

ومن هنا يتوجب على من هم في قمة هرم المؤسسة ومسؤولي التواصل والتسويق بالدفع لتبني مهارات مصيرية للبقاء في السوق اليوم مثل مهارات تحليل البيانات الضخمة BIG DATA Analytics ومهارات ذكاء الأعمال Business Intelligence وإدارة الحملات التسويقية الرقمية Digital Marketing ومهارات الأتمتة Automation.

والتأكيد على فهم احتياجات العملاء من خلال دراسة سلوك المستهلك واجراء العديد من التجارب التسويقية A/B Testing للوصول إلى ما سمته جوجل “The Zero Moment of Truth” وهو الوصول إلى شروع العميل بعملية البحث عن منتجك أو خدمتك في مختلف نقاط الوصول الرقمية والملموسة.

كما أعادت الحملات الإعلانية الرقمية والمدفوعة وإدارة حسابات المؤسسة في منصات التواصل الاجتماعي تعريف معنى الوصول والحصول على بيانات العملاء المحتملين وتعقب سلوكهم في العالم الرقمي، حيث تضاعفت الميزانيات التسويقية للاستثمار في هذه المنصات الاجتماعية لكونها رافد رئيسي لإعادة التوجيه إلى صفحات الهبوط (Landing Pages) للمنتجات والخدمات التي تقدمها المؤسسات، لذا وجب تطوير مجموعة من المهارات وهندستها لتتناسب مع عمليات البحث والتنقيب عن العملاء، وفي المقابل الامتثال لسياسة الخصوصية وبيانات العملاء في المنصات الرقمية.

ولا أستبعد بأن نرى قريبًا الشركات العالمية تقوم بعمليات استحواذ على وكالات إعلامية ودعائية لتسويق منتجاتها وخدماتها مثل Amazon و TESCO و Boots.

تجربة العميل تأتي في المقدمة وقبل كل شيء

قرأت العديد من المقالات لرؤساء تنفيذيين لشركات ومؤسسات يتغنوا بأهمية تقديم تجربة استثنائية لعملائهم، وهذا حق مشروع طبعًا، في الاستفتاء الذي أعدته Temkin Group على أكثر من ١٩٠٠ شركة حول العالم عند سؤالهم حول أولوياتهم خلال الخمس سنوات القادمة: 45.9% اختاروا التركيز على تجربة العملاء، 33.6% ذهبوا إلى تطوير المنتج، 20.5% تحسين الأسعار.

التوجه في ٢٠٢٢ إلى الاستثمار الحقيقي والملموس في تحسين تجربة العميل بهدف زيادة رضا العملاء ورفع الولاء وتعزيز الارتقاء بالصفقة (Up-Selling) والبيع العابر (Cross-Selling) هو ما يجب التركيز عليه من قبل أصحاب المشاريع ورواد الأعمال ومسؤولي التسويق وخدمة العملاء.

مهارات مثل تحسين عمليات الوصول عبر محركات البحث SEO وتطوير قنوات متعددة ومتكاملة OmniChannel ومهارات دراسة وتحليل سلوك العميل تعطي المؤسسة ميزة تنافسية عالية، والتي يجب أن تتبناها المؤسسة ضمن خططها السنوية من الأجل الارتقاء بخدمة عملاؤها.

دراسة أعدتها الشركة العالمية adobe والمشهورة في عالم التصميم والإنتاج المرئي كشفت مؤخرًا بأن الشركات التي تركز على تطوير استراتيجياتها في زيادة تفاعل العملاء عبر OmaniChannel تتمتع بنمو سنوي يصل إلى ١٠٪، وزيادة ١٠٪ في معدل متوسط قيمة الطلب (Average Order Value) و ٢٥٪ في كفاءة أداء المبيعات (Close Rate).

تنوع الأفكار والخبرات

إن الحاجه إلى فريق مبتكر وغني بالتجارب ليصنع ويشق طريقه نحو تحقيق أهداف المؤسسة وزيادة أرباحها هو مطلب مشروع، حيث أن التنوع في الخبرات والمهارات يتيح فرصة الحصول على مزيج من الأفكار العظيمة، ستيف جوبز المؤسس والرئيس التنفيذي الراحل لشركة أبل يقول “نحن نوظف المبدعين ليخبرونا بما يتوجب علينا فعله وليس العكس”، فنحن اليوم في منافسة شرسة للحصول على أصحاب العقول النيرة والمبتكرين والمتعطشين للإنجاز الذين أشعلوا فتيل الابداع في سمائهم، وهنا نجد ان الشركات تسعى دائما إلى وضع إطار واضح للحفاظ على مخزونها من المواهب من خلال توفير بيئة عمل تساعدهم على العطاء المستمر.

الشراكة مع الوكالات الإعلامية والإعلانية هو أحد الأسلحة التي تسعى المؤسسات في ٢٠٢٢ إلى استغلالها وذلك من أجل الوفاء بتقلبات السوق السريعة ومتطلبات العميل، والأمر الآخر الاستفادة من المصادر والخبرات التخصصية التي توفرها الوكالات، وبهدف خلق أطياف متنوعة تساعد في رفع نسبة الجذب وتعظيم عوائد الاستثمارات يفضل بالعمل مع وكالات متعددة لتنويع الأفكار وأساليب الطرح حسب تخصصية الموضوع.

الختام

إننا نعيش عالم متسارع يتطلب مننا المزيد من السلاسة والمرونة في مقارعة التغيير المستمر للسوق والأعمال، والتسلح بالمواهب والمهارات اللازمة واستغلال التقنيات الحديثة في دفع دفة التطور والنمو هو لأمر حتمي ويتطلب قرارات حاسمة وسريعة، في حرب المعلومات إما أن تكون سيد بياناتك وتنبي توجهات التسويق الجديد كميزة تنافسية، وإما أن تكون مع المتخلفين عن الركب باقي في غيابة الجب.

قوة الجذب في التسويق

قياسي

في كل يوم هناك العديد من الأشياء التي تجذب انتباهنا، بداية من صوت التنبيهات في الهاتف وقت استيقاظك، سماع الأخبار الاذاعية ورؤية اللافتات الإعلانية وأنت في طريقك إلى العمل، المهام والأعمال التي يمليها المسؤول وقت وصولك، وعداد الرسائل البريدية المستلمة المتزايد، أو التفكير فيما يحتاج لإنجازه بعد العمل أو الانتهاء من المهام المنزلية المتأخرة، الجميع يحتاج إلى انتباهك، ولكن لا يوجد الوقت الكافي لديك لهم جميعًا.

قوة الجذب في التسويق

مسألة قوة الجذب في التسويق لم تكن ضمن رادار استيعابي له إلى أن قرأت كتاب “البقرة البنفسجية” للمؤلف سيث جودين، والذي يدور حول أهمية تميز الفكرة في لفت الانتباه لإيصال منتجك للفئة المستهدفة سواء كان المنتج خدمة أو سلعة، ففي ظل وجود الوفرة في الخيارات أصبح هناك تحدي كبير في كسب انتباه العميل وجذبه للمنتج، لذا يؤكد سيث بأن ابتكار منتجات وخدمات مميزة (غير مشابه لمثيلاتها) من أهم طرق واستراتيجيات الجذب وزيادة الانتباه والذي يؤدي إلى رفع المبيعات وتحقيق الأرباح من خلال ابتكار.

في دراسة أجرتها شركة مايكروسوفت أثبتت أن مدى الاهتمام (Attention Span) لدى الانسان في تضاؤل مستمر ليصل في المتوسط إلى ٨ ثواني وذلك لأسباب تعود إلى تطور وإدمان التقنيات ومنصات التواصل الاجتماعي بشكل كبير.

زيادة حصة الجذب

في جلسة استشارات تسويقية لأحد مقاهي القهوة المتخصصة، طرحت سؤال لإدارة المقهى حول الأسباب التي قد تجذب انتباه الزبائن لهم، وبعد تفكير عميق خرجت إجابات مترددة مثل نوع القهوة والسعر والمكان، فأجبتهم بأن كل المنافسين قد ذكروا نفس الإجابات والنتيجة العميل غير مستعد لإعطاء الانتباه الكافي لك.

وفي تجارب عملية على منصات التواصل الاجتماعي اطلعت عليها شخصيًا، كان هنالك عملاء مستعدين للاستعانة بأفراد وشراء خدماتهم لمجرد محتوى قد جذبهم ويلامس قضاياه اليومية متجاوزين السؤال عن الخبرات أو الإمكانيات لذلك الفرد أو التأكد من هوية الحساب.

من هنا وجب إدراك أهمية الجذب من خلال معرفة من هم عملاؤك، سواء كان في المنزل أو العمل أو بين الأصدقاء، ومن ثم اختبار حجم الانتباه الذي قد تتحصل عليه من كل عميل، فانتباه المسؤول لك محدود حسب الأجندة التي تعنيه وليس لسماع كل مبرراتك أو مشاكلك، وكذلك العميل يعطي انتباهه إلى ما يحمل قيمة له وليس لاعتقادك بأن المنتج أو الخدمة التي تقدمها هي الأفضل بين منافسيك، ومن هنا يأتي أهمية “تجويد الجاذبية”.

استراتيجيات تجويد الجاذبية

في كتاب “خلقت لتبقى” (Made to Stick) للمؤلفان تشب هيث ودان هيث يوضحان أهمية السرد للأفكار من أجل تبنيها ونجاحها، واللذان يقترحان بإضافة عناصر “SUCCESS” في كل فكرة تود ايصالها وهي:

بسيطة (Simple) غير متوقعة (Unexpected) ملموسة (Concrete) مصداقية (Credible) عاطفيه (Emotional) السرد القصصي (Story)، فكلما أضفت شيء من هذه العناصر لفكرتك كلما كان لها تأثير كبير في جذب الانتباه وبقائها لمدة أطول. (الكتاب مفيد وانصح بقراءته)

استراتيجية التسويق في الجذب: من مثل المسوقين قادرين على وضع الرسائل التسويقية في قالب جذاب وملفت وايصالها للعميل، اكتساب بعض المهارات التسويقية يعتبر من الأساسيات اليوم لكونها موجهة بشكل مباشر للعميل، سواء كنت طالب أو باحث عن عمل أو موظف أو مسؤول أو طبيب أو محامي فمحاولة إقناع الطرف الآخر برسائلك يجب أن تتمحور حول جذب الانتباه من خلال سرد الفوائد والقيم التي سيتحصل عليها الطرف الثاني من الخدمة أو المنتج الذي تقدمه.

مع كثرة المشتتات وتنوعها إلا انه من الجيد خلق روتين واضح لبناء ورفع حجم الجذب لما تقدمه من خدمة أو منتج، فخبرتك كميكانيكي لا يجعلك تحترف المحاماة، وإنما تجعلك قادر على إعطاء استشارات وتبادل الخبرات في مجال الميكانيكا.

تقديم الاستشارات والبرامج التدريبية هي أحد أهم الاستراتيجيات لزيادة مدى الانتباه لمنتجك أو خدمتك، أيضا صناعة المحتوى سواء المكتوب أو المرئي يساعد على تعلق العملاء بك وخلق صورة ذهنية تخصصية لما تقدمه من قيمة لهم.

الخلاصة

من فضائل العولمة هو امتلاك الكل على نسبة إطلاع متساوية للمعرفة والاستفادة من تجارب وخبرات الآخرين وصقل المهارات المطلوبة بشتى الطرق وبأقل تكلفة، حتى أصبحت الميزة التنافسية تتجه في مسارات مختلفة منها سرعة الوصول للعميل وكسب انتباهه واستدامته، فهم احتياجات العميل يساعد على تحديد دائرة الاهتمام وبناء الفكرة حول عناصر SUCCESS لمضاعفة مدى الانتباه وتثبيت الفكرة في الذاكرة لأطول وقت ممكن، ومن خلال أدوات التسويق المختلفة بإمكانك إيصال أفكارك في الوقت والمكان المثالي للعميل، والتركيز على ما تقدمه من خلال الخدمات المجانية كالاستشارات والتدريب وصناعة المحتوى سيولد صورة ذهنية إيجابية ودائمة عند العميل.

كيف تضع مؤشرات قياس أداء مثالية لأهدافك في 2022

قياسي

ضمن التحديات التي تواجهها في مسيرتك المهنية هو وضع المؤشرات الصحيحة لقياس الأداء في بداية كل عام لما يتطلب من مواءمة بين أهداف المؤسسة وبين ما يؤديه الموظف فعليًا، فقد يتطلب الأمر الكثير من الاستيعاب والاطلاع والتناغم بين الأطراف المشتركة، وفي معظم الأحيان ينتهي الأمر بين ساقم ويائس في نهاية المطاف نتيجة انعدام التوافق. تسعى المؤسسات جاهدة لوضع إطار عملي واضح لتطبيق مبدأ مؤشرات قياس الأداء، ولكن الأمر لا يبدوا بتلك السهولة بالنظر إلى هيكلة المؤسسة وحجم الأعمال بها.

الفهم هو نصف الحل

لم أخطط في هذه المدونة إلى التطرق إلى آلية عمل المؤسسات في تطبيق مؤشرات قياس الأداء للموظفين، وإنما مشاركتكم تجربتي في المبادئ التي أتبناها في وضع خطة الأهداف والمؤشرات لمتابعة وقياس حجم الإنجاز وكيفية مشاركة الأهداف مع فريق العمل.

عندما كنت أجتمع مع أعضاء الفريق بشكل فردي، كان يسعدني ذلك الحماس الذي يظهر على وجوهم وهم يستقبلوا العام الجديد بكثير من التفاؤل لفتح صفحة جديدة لتحقيق إنجازات حقيقية ووضع بصمة واضحة لهم في المؤسسة، فكان يختلط الأمر بين ما يود الموظف تحقيقه وبين ما تتطلع المؤسسة إلى تحقيقه من أهداف في السنة الجديدة، يقال “الفهم هو نصف الحل”، مشاركة خطة الأعمال والأهداف السنوية للمؤسسة مع الموظفين هو أحد الركائز الرئيسية من أجل وضع أهداف ذات مؤشرات أداء ناجحة. فإذا كان ضمن أهداف المؤسسة في هذا العام هو زيادة المبيعات بنسبة ١٠٪، فذلك يعني ان المعنيين في التسويق والمبيعات يتوجب عليهم تكثيف عملياتهم وعمل حملات استهداف لعملاء محتملين جدد وأسواق جديدة.

مفهوم مؤشرات قياس الأداء KPI

المصطلح في أبسط معانيه هو آلية لمتابعة وتقييم سير تقدم العمل من أجل تحقيق الأهداف المرجوة، لربما يتشابه الأمر على البعض في مسألة تعريف المصطلح بسبب تعدد المصادر، ولكن كل هدف ضمن نطاق عملك وممكن تحقيقه على الوجه الأمثل وقياسه في جميع مراحله ومحدد بإطار زمني فهو هدف ذكي قابل لتطبيق مؤشرات قياس الأداء عليه (SMART KPI).

استراتيجيات لتطبيق مؤشرات قياس الأداء

في كل عام يرتقب الموظف بمشاعر مخلوطة بين التفاؤل والقلق مما تنذر به الحملة السنوية لدوائر الموارد البشرية لحث المسؤولين والموظفين في الانتهاء من وضع مؤشرات قياس الأداء للسنة الجديدة، وتبدأ معضلة البيضة والدجاجة، هل الآلية تكون من أعلى الهرم إلى الأسفل أم العكس، وأنا هنا لست لأجادل في هذا التساؤل.

في مقالة “كيف تدير مسؤولك” نشرتها هارفرد بزنس ريفيو تم ذكر أحد المهارات الاستراتيجية في التعامل مع المسؤول، وهي أن تكون متقدمًا بخطوة في توقع ما يدور في رأسه، وفيما يلي سأشاركك خطوات تساعدك في رسم مؤشرات قياس الأداء لك، وسيتيح لك مناقشتها بعد ذلك مع مسؤولك بكل أريحية ووضوح.

تقسيم ساعات العمل

قاعدة ٦٠/٣٠/١٠ كنت أشاركها مع زملائي في الفريق، وهي أن تقسم ساعات العمل إلى:

  • ٦٠٪ مركزه حول المشاريع التي تندرج تحت خطة الأهداف
  • ٣٠٪ أعمال تندرج تحت المشاركة والمساهمة في إنجاح مشاريع الفريق
  • ١٠٪ هي تشمل الاطلاع وبناء العلاقات والتطوع في أنشطة مختلفة بالمؤسسة.

لربما لا يسعنا المجال هناك لشرح القاعدة، ولكن نحن هنا نحاول فك شفرة ما تحويه الـ ٦٠٪ في خطة الأهداف للعام الجديد، بعدها نحتاج إلى معرفة أنواع المؤشرات التي يتوجب اضافتها في الخطة، هناك أهداف على مستوى المؤسسة ترتبط بالأداء المالي والتشغيلي وإدارة السمعة وخدمة العملاء وغيرها، وأخرى على مستوى الدائرة مثل المشاريع التخصصية والإنتاجية والقيادة، حيث تتباين حجم المساهمة لهذه المستويات في خطتك حسب مكانتك في السلم الوظيفي للمؤسسة.

هناك مستوى ثالث يتم تجاهله في معظم الأحيان سواء من المسؤول أو الموظف، والذي أعتبره لا يقل أهمية عن المستويين السابقين، وهو المستوى الذاتي (أو الشخصي) والذي يعتبر إضافته لقائمة المؤشرات هو الأجمل والأثمن من حيث كسب ولاء الموظف في أي مؤسسة، حيث يجسد هذا المستوى المساهمة الفردية لفكرة مبتكرة أو مشروع يتم تبنيه وتنفيذه وإنجازه، سيتم ذكر بعض الأمثلة لاحقا للتوضيح.


  • أهم التوجهات والمهارات التسويقية في ٢٠٢٢
    في حديث مع أحد المسؤولين في المناصب العليا شدني حديثه حول سباق الريادة وبالبقاء في الطليعة في ظل المنافسة العالمية الشرسة، وألهمني لكتابة هذا المقال الذي أعتبره باكورة لكل صاحب مشروع أو رائد أعمال أو رئيس تنفيذي أو مسؤول التسويق في المؤسسات بمختلف أحجامها وأنواعها لتبني المهارات التسويقية المطلوبة ضمن الخطط والأهداف للعام ٢٠٢٢م، لأن من دونها فأنت تخطط للفشل والتخلف عن السرب والبقاء في غيابة الجب.

ربط مؤشرات قياس الأداء بنطاق العمل

  • عند وضع مؤشرات قياس الأداء يفضل فهم الوصف الوظيفي لنطاق العمل المكلف به، سيساعدك في وضع المؤشرات الصحيحة والدقيقة
  • يفضل تنويع المؤشرات بين التسليم عند الإنجاز “On delivery” أو المركبة (التراكمية) “percentage/milestones”، فمؤشرات “التسليم عند الإنجاز” تعتمد على النتيجة النهائية، أم المركب وهو المعقد لتعدد الأهداف به فهو يعتمد على تقسيمه الى مراحل أو أحداث صغيرة يتم انجازها خلال العام، ويكون التقييم حسب كمية المراحل أو الأحداث التي تم إنجازها.
  • مؤشرات قياس الأداء ليست تعجيزية (كما يشاع) وإنما هي أداة تحفيز وتنبيه لإنجاز الأهداف المرسومة، فعند وضع قائمة الأهداف تأكد بأن يكون لديك المقدرة لإنجازها بشكل مثالي.
  • تأكد من وجود مؤشرات كافية لقياس الأداء، العدد الأمثل للمؤشرات هو من ٦ -١٠ بما يتناسب لتشمل نطاق عملك مع تجنب التكرار والازدواجية.
  • أما بما يتعلق بالمؤشر الاستثنائي “Outstanding” للأهداف فيمكن أن يكون كقيمة مضافة للمشروع مثل إنجاز العمل قبل أوانه، تحصيل عوائد إضافية، الكفاءة في مراحل المشروع.
  • الأهداف المشتركة مع الزملاء سواء أفقيًا أو عموديًا هي الأفضل لكونها تضمن التكاملية والنجاح لعناصر الفريق
  • ضع أهداف مرتبطة بتطوير مهاراتك وتوسيع مداركك في المجال الذي تعمل به وشارك المؤشرات مع مسؤولك ليشرف على خطة التطوير لديك

مراجعة وتقييم المؤشرات

يهمل بعضنا متابعة المؤشرات التي وضعها في بداية العام من حيث تحليلها وتقييمها، ولربما وجب ذكر بعض الآليات الممكن اتباعها في بيئة العمل لأجل تأمين ذلك:

  • الفهم الجيد والصريح للتوقعات المشتركة بين المسؤول والموظف ورسم الأهداف التي يسعا لتحقيقها على مستوى المؤسسة والدائرة
  • اعتماد لقاء دوري مع المسؤول لمناقشة خطة الأهداف وتقييم مستوى الإنجاز بناء على المؤشرات الموضوعة (يفضل شهريًا)
  • توفير المرونة والتوجيه في متابعة المؤشرات خلال الستة أشهر الأولى
  • يفضل ربط تقارير المستجدات الأسبوعية والشهرية بالمؤشرات التي تبنيتها في خطة الأهداف لضمان المتابعة والانتباه لأي تحدي أو تدني للأداء
  • عدم إضافة أو حذف مؤشرات بعد اعتماد خطة الأهداف ومؤشرات القياس، وإنما يمكن تعدليها وتقويمها مع الحفاظ على ما تم إنجازه في الخطة المعتمدة مبدئيا.
  • احتفظ بسجل الشواهد والاثباتات لأي عمل أكملت إنجازه، ويفضل تسليم “شهادة اكتمال المشروع” للمسؤول.

انطلق نحو الانجاز

ان الهدف الأسمى من وضع مؤشرات الأداء هو ضمان المساهمة الإيجابية لجميع عناصر المؤسسة في تحقيق رؤيتها ومهامها، فالكل مطالب بالتجذيف في اتجاه واحد وتوقيت محدد للوصول للهدف، ولكون الموضوع يتمحور حول الموظف؛ فهناك أهداف أخرى لا تقل أهمية من تبني مؤشرات قياس الأداء في خطة الأهداف والعمل عليها، ذكر بعضها:

  • المتابعة الحقيقية لتطور أداء الموظف خلال العام
  • تكثيف الوقت والجهد لإنجاز أهداف الخطة بالشكل المثالي
  • بناء علاقة إيجابية وبنّاءة بين الموظف والمسؤول في المؤسسة
  • البناء الصحيح للتقدم المهني من خلال وضع الأهداف وتنفيذها وتسليمها حسب الخطة المتفق عليها.
  • بناء ثقافة عمل مبنية على الثقة والإنتاجية
  • تحقيق الرضا الوظيفي

أمامك منحدرات انتبه لخطواتك

قياسي

 في ظل الأوضاع الاستثنائية التي نعيشها اليوم وحالة عدم اليقين لما قد يحمله الغد لنا، وفي زحمة الملهيات والمشتتات المهدرة للوقت، يتطلب ذلك قوة وعزيمة أكبر من أجل إدارة أوقاتنا ورغباتنا وتوجيهها إلى تحقيق سبب وجودنا، ولربما هذا يحتاج إلى وضع بوصلة لأولياتنا لترجيح كفتها مقابل أي تصادم مع مثل تلك الملهيات أو عوارض المستقبل، “العمر بضع ساعات” من أجل تحقيق غايتنا في الحياة، قاعدة جميلة “إطالة العمر باستغلال الوقت”، لربما يعيش المرء إلى تسعين عام ويزيد، ولكن بدون أثر أو بصمة أو ذكر طيب، والعكس صحيح الكثير من يذكرهم التاريخ عاشوا لسنوات أقل بكثير، ولكن خلدتهم أعمالهم وإنجازاتهم وما تركوه خلفهم.

يقول الشاعر البوصيري:

إلى متى أنتَ باللَّذَّاتِ مَشغُولُ            وَأنتَ عن كلِّ ما قَدَّمْتَ مَسؤُولُ
فِي كلِّ يَوْمٍ تُرَجِّي أن تتوب غداً         وَعَقدُ عَزمِكَ بالتَّسوِيفِ مَحْلُولُ

التخطيط لمعركة الوقت

في ديسمبر ٢٠١٦م كتبت أول خطة سنوية لي بالرغم من الإنجاز النسبي للأهداف التي وضعتها إلا انه كان كفيل بأن يرسم خارطة طريق لأولياتي وتركيز كل حواسي وقواي في اتجاه واحد محدد، واستغلال وقتي بشكل أفضل. ومنها بدأت أضع أهداف لي في كل سنة جديدة، وفي كل عام يتحقق الكثير من الأهداف ويتبقى لي الكثير لتحقيقه أيضا، وكنت أرحل الأهداف التي لم يتم تحقيقها في ذلك العام إلى العام الجديد، وأحذف الذي لم يعد صالحًا.

كنت أذهب إلى العمل مبكراً وأعمل لساعات متأخرة، لربما ذلك كان يسعد المسؤول، ولكن لم أكن أنتبه الى حجم الإنجاز المتواضع الذي كان يستهلك مني كل ذلك الوقت والجهد الطويل. وكنت ألغي الكثر من جدول أعمالي بسبب زيارات بغير مواعيد مسبقة أو لقاءات أصحاب تفسد ما خططت لعمله في إجازة نهاية الأسبوع!

في كل مرة أواجه تحد ما كنت أبحث عن أفضل الطرق والأساليب التي تساعدني في تنظيم الوقت وتحقيق الأهداف، من خلال اطلاعي على مراجع عديدة والتعلم من تجارب الآخرين في استغلال الوقت لفهم واستيعاب الجوانب التي يتعين على الفرد أن يدركها بشكل يومي في بناء الأهداف وتحديد الأولويات وكيفية التغلب على المشتتات.

 يزيد وعي المرء في كل مرحلة وتتغير قناعاته وبالتالي تصبح أهدافه أكثر أهميه وواقعية، عام بعد عام تمكنت فعلاً من حصر تركيزي على أولويات محددة ومرنة التنفيذ، ولعلاج مسألة الإهمال والتسويف يتوجب مراجعة الخطة بشكل دوري وتقييم الأهداف، وهذه الخطوة مهمه لتذكير العقل اللاواعي بهذه الأولويات الذي سيعينك في تجنب أي مشتتات أو ملهيات عرضية.

بعض النصائح البسيطة التي ستساعدك في وضع أهدافك للعام ٢٠٢٢م:

  • الهدف الرئيسي من الخطة هو التركيز لتحقيق الأهداف وتجنب المشتتات
  • إبدا في وضع أهداف بسيطة ممكن تحقيقها
  • احرص على تنويع أهدافك قدر المستطاع ولا تجعلها مركزه فقط في جوانب محدودة
  • معاينة الخطة وتقييمها وتحديثها بشكل مستمر فهناك أحداث عرضية خارجه عن إرادتك قد ترغمك على الخروج من مسار خطتك بشكل مؤقت
  • مكافئة نفسك عند تحقيق هدف معين وقم بوضع تحدي جديد
  • تعلم مهارة قول “لا” للمشتتات والملهيات التي لا شأن لها بأهدافك
  • إدارة المهام من خلال وضع الالتزامات واستغلال الموارد، وتجنب التسويف، وتوزيع المهام
  • مناقشة الخطة مع الأهل والزملاء وأصحاب الثقة

ووقتك؟ فيما أنفقته؟

قال تعالى: (وما خلقت الأنس والجن إلا ليعبدون) صدق الله العظيم

هناك جوانب رئيسة يجب أن تكون ضمن أولوياتك اليومية والتي تنصب في هدف وجودك، كالروحي والمعرفي والصحة، والأسري والاجتماعي والمالي، تعددت هذه الجوانب في مختلف المراجع وبمصطلحات متعددة، لكنني أضفت جانبا آخر أحسبه لا يقل أهمية عن غيره وهو زكاة الوقت، مسألة الوقت من جانب إيماني هو شبيه باستغلال المال، والسؤال يوم الحساب فيما أنفقت وقتك؟ يتطلب إجابة واضحة وصريحه.

تأملها: إذا ظن المرء بأن أدائه للعبادات هو استهلاك لوقته أو مشتتًا لتركيزه، فتأكد بأن الله تعالى سيؤدبه بأن يتلف له وقتًا مديدًا بلا فائدة والعياذ بالله. والعكس صحيح إنفاق العبد وقته في طلب العلم وعمل الصالحات وأداء العبادات في وقتها، فإن الله يتولى صون وقته وبركته، وتيسير أموره وتوفيقه.

يتردد صداها في ذهني: “لا بارك الله في عمل يلهي عن الصلاة”

الجوانب السبعة في حياتك التي يتوجب أن تشملها خطتك السنوية، كالآتي:

  • الروحي: التقرب من الله، التفقه في الدين، التفكر والتأمل
  • المعرفي: القراءة والاطلاع، صقل المهارات المهنية، تعلم مهارات حياتية جديدة
  • الصحة: الرياضة، التغذية، نمط الحياة، الثقافة الصحية، الاستشارات الطبية والفحص الدوري
  • الأسرة: بناء الأسرة والمنزل، تربية الأبناء، إدارة شؤون المنزل
  • العلاقات الاجتماعية: صلة الرحم، الأصدقاء والتواصل، العمل التطوعي
  • المالي: الوظيفة، تنويع مصادر الدخل، الإدارة المالية، زكاة المال
  • زكاة الوقت: تجنب المشتتات، التخلص من عادة سيئة، إضافة عادات جيدة، عمل تطوعي

انطلق لتكون سيد وقتك

من النماذج العملية والجيدة في وضع الخطة السنوية هي التي اقترحها الأستاذ عبدالله العتيبي في كتابه “فنجان من التخطيط”، والتي تعطيك مشهد متكامل لطريقة تصنيف الأهداف وذكر التحديات ونقاط القوة، ومن أجل تحقيق شروط الأهداف الذكية وجب تحديدها بفترة زمنية ووضع استراتيجية لإنجاز الهدف.

وضعت النموذج لك بملف أكسل (مع بعض الأهداف المقترحة) التي ستعينك في وضع أهداف خاصة بك.

نموذج الخطة السنوية